(كلماتٌ لمريضٍ بغيبوبة) أنا بجانبكَ اليوم حتَّى الصباح، أضعُ بينَ يديكَ كلَّ ما أحمله من أملٍ، أفرغُ داخل جسدكَ ما علمته عن الطبِّ بسنواتِ الماضية، الآن سوفَ أتركُ علاجَ الدنيا جانبًا وتلهفي الشديد لشفائكَ وقيامك من هذا السقمِ الذي أحلَّ جميعَ سمومه داخل جسمكَ الضعيف، إلّٕا أن روحك العطرة مازالت كما هي تطوفُ بهذه الغرفةِ وتعانقُ روحي التي خرجت من جسدي لعناقكَ، وأستبدلُ علاجَ البشر بكلماتِ الله الشافي، سأقرأ لكَ القرآن منفذًا لطلبِ روحك الذي أخبرتني به روحي، أنتَ الآن بين خريفِ الدنيا وربيعِ الأخرة، ستذهب إلى المكان الذي ينتظرنا جميعًا، هناكَ حيث لا يوجدُ قويًّا يأكلُ الضعيف، ولا مظلومًا يتلقى ظلمه من ظالمٍ متمرِّدٍ، كم تمنيتُ مرافقتك إلى تلك الفجوةِ التي تكسرُ الغمامةُ المحيطةُ بنا، لكنَنا نستطيع أن نعمل على ما نملكه بدنيانا، وتلكَ الرحلةِ التي ستبدأ بها لا نملكَ لها وقتٌ ولا نستطيعُ أن نعجلها أو نؤخرها، إنِّي أشهدك أمام ربي أنَّنِي صنعتُ ما يمكنني أن أفعلَ كي أنعشك وأخلصكَ من هذا السقمِ الذي أصابكَ، لأنَّنِي أقسمتُ أمامَ اللهِ منذُ دخولي إلى هذا الدربِ أن أحافظَ على شرفِ مهنتي وت...