قصيدة مقدسيّ لسلطان الشعراء طه الفندي
هذي القصيدةُ فيها جِئتُ انتَصِرُ
كأنني مَقدسيٌّ في يديْ حَجرُ
لو أنني لمْ أسطِّرْ غيرها لكفتْ
بقيمةِ الحَرفِ لا بالكمِّ نُختَبَرُ
لكلّ مُستضعَفٍ في الأرضِ قيلَ لهُ
أهجرْ بلادَك ، لا أرضٌ ولا شجرُ
لكلّ مَن أمسكَتْ مفتاحَ منزلِها
وخبأتهُ ولا تنفكُّ تَنتظِرُ
لكلّ مَن أرعبَ الأغرابَ يَرجمُهم
رَجمْ الحَجيجِ بيومٍ فيه قد نَفروا
*
*
يا كلَّ مَن أحدثوا بالأمس نكبَتنا
لولا تخاذلكم واللهِ ما عَبروا
أخرجتُمونا من الجنّاتِ فارتقِبوا
يومَ الحسابِ ، ونارُ اللهِ تَستعرُ
*
*
مِنّا الوليدُ متى حلّتْ ولادتهُ
تكاثرتْ حولَهُ الآياتُ والسُّوَرُ
مِنّا المُقاومُ إنْ حانَتْ قيامتهُ
يقولُ للموتِ أهلًا ثمّ يَنفجِرُ
مِنّا الذين يخافُ الكونُ هبَّتَهُم
لا يُذكَرُ المَجدُ إلّا حَيثُما ذُكرِوا
مِنّا التي عِندَ توديعِ ْابنها رَقصَتْ
ثكلى تُزغرِدُ آهاتٍ وتَعتَصِرُ
*
*
والحربُ لُعبةُ أطفالٍ يَطيبُ لَهمْ
دَورُ الذين قَضَوا أو دَورُ مَن أُسِروا
عدا الذينَ بَنَوا بيتًا لصاحِبهم
وصاحِبُ القبرِ عزّى بَعدما حَفَروا
ناهيكَ عن عاشقٍ يُهدي حبيبَتهُ
(عُرسَ الشّهادةِ) لا (في طَرْفِها حَوَرُ)
*
*
ليلى التي نالَ مِنها الذّئبُ إذْ سَلكتْ
دربًا طويلًا هيَ الأوطانُ يا بَشَرُ
قُصّوا مِن الآنَ للأَجيالِ قِصَّتَها
واْستغفِروا اللهَ عَمّا قيلَ وْاعتَذِروا
*
*
يا قُدسُ لا تَحزني باللهِ أو تَهِني
والظّلمُ مَهما عَلا يومًا سيَندحِرُ
ويَشهدُ اللهُ رَغْمَ البَينِ يا بَلدي
واللهِ واللهِ أنتِ السّمعُ والبَصرُ
هُنا فِلسطينُ أرضٌ تُنبِتُ الشُّهدا
لو هبَّت الرِّيحُ لا نُبقيْ ولا نَذَرُ
إنْ كانَ في البَوحِ تَقصيرٌ فَمعذرةً
ما أصدقَ الحُبّ حقًا حينَ يُختَصرُ
#مقدسيّ
طه الفندي
تعليقات: 0
إرسال تعليق