المحسنات البديعية(اللفظية والمعنوية)
17) الطّيُّ والنّشر:
أن يذكر متعدد (مفصّلٌ أو مجمل)، ثم يذكر ما لكل من آحاده دون تعيين، اعتمادًا على قدرة المتلّقي على أن يردّ إلى كلّ ما يليق به لوضوح الحال.*المفصّل له صورتان:
1) أن يأتي النّشر وفق التّرتيب الّذي عليه الطيّ:
قال تعالى: ({ ومن رحمتهِ جعل لكمُ اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون})
هنا ذكر المتعدّد مفصّلًا وهو " الليل والنهار" ثم ذكر المعنى المتّصل بالليل وهو《 السّكون لأنه وقت نوم وراحة》 والمعنى المتصل بالنهار وهو《 ابتغاء الرزق لأنه وقت كدٍّ وعمل》.
وقال الشّاعر:
فعلُ المُدامِ ولونها ومذاقها في مقلتيه ووجنتيه وريقه
هاهنا الشّاعر ذكر المتعدّد مفصّلًا وهو " فعل المدامِ يعني السُّكر ولونها ومذاقها"، ثم ذكر ما يتّصل بكل منها على الترتيب :
المقلتان للسُّكرِ، والوّجنتان للون، والرّيق للمذاقِ.
2) أن يأتي النّشر على خلاف التّرتيب الّذي عليه الطّيّ:
قال تعالى:({ فمحونا ءاية الليل وجعلنا ءاية النّهار مبصرةً لتبتغوا فضلًا من ربّكم ولتعلموا عدد السّنين والحسابِ})
ذُكِرَ المتعدد مفصّلًا " إظلام الليل وإنارة النهار" ثم ذكر ما يتصل بكلّ منهما على خلاف الترتيب : ابتغاء الفضل للنهار ( الثاني ) ، وعلم الحساب للّيل( الأوّل).
وقال الشّاعر:
ولحْظهُ ومُحَيَّاهُ وقامته
بدر الدجى وقضيب البان والرّاحُ
اللحظ : العين، المحيا: الوجه، الرّاح: الخمر.
بدر الدجى للمحيا، وقضيب البان للقامة، والرّاح للّحظِ.
*أما المجمل فهو أن يذكر المتعدد على نحو مجمل، ثم يذكر ما لكل واحدٍ من آحاده.
قال تعالى:({ وقالوا لن يدخل الجنّة إلا من كان هودًا أو نصارى})
واو الجماعة في (قالوا) تعود على اليهود والنصارى ، ومفصّل الكلام هكذا: قالت اليهود: لن يدخل الجنّة إلا من كان يهوديًّا ، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيًّا.
18) حسن التقسيم: وهو تقسيم البيت الشعري أو أحد شطريه إلى أجزاء متساوية.( يأتي في الشعر فقط)
قال الشّاعر:الوصل صافية ، والعيش ناغية
والسعد حاشية والدهر ماشينا.
وقال الشاعر:
متفرّدٌ بصبابتي ، متفرّدٌ
بكآبتي ، متفرّدٌ بعنائي.
وقال الإمام الشّافعي:
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ
سأنبيك عن تفصيلها ببيانِ
ذكاءٍ، وحرصٍ، واجتهادٍ، وبلغةٍ،
وصحبة أستاذٍ، وطول زمانِ
وقال الشّاعر:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثةٍ
سنٍّ ومالٍ ما استطعت ومذهبِ
فعلى الثلاثة تبلى بثلاثةٍ
بمموّهٍ ، ومخرّفٍ ، ومكذّبِ
وقال الإمام علي كرّم الله وجهه:
إنّ المكارمَ أخلاقٌ مطهرةٌ
فالعقل أوّلها، والدّين ثانيها
والعلم ثالثها، والحلم رابعها
والجود خامسها، والعرف سادسها
والبرّ سابعها، والصبر ثامنها
والشّكر تاسعها ، واللّين عاشرها
الدرس الأول من هنا
الدرس الثاني من هنا
الدرس الثالث من هنا
#عبدالقادر المحمي
تعليقات: 0
إرسال تعليق