رسائل للريح
لسان الحال ( رسائل للريح )
ماذا سنكتبُ أيُّها الشُّعَرَاءُ
وعلى القصيدِ تناثرتْ أشلاءُ
ماذا سنكتبُ والحروفُ تمنَّعتْ
نُغري فلا يجدي بها الإغراءُ
كانتْ تُزَفُّ لأجلِ كلِّ قضيَّةٍ
والآنَ سِيقَتْ قادها الخُيَلاءُ
عن أيِّ جرحٍ قد يكونُ نزيفُنَا
ما ثَمَّ في كلِّ الجراحِ دِماءُ
مُلِئَتْ بِبُغضٍ لمْ يكنْ مِنْ طبعِنَا
وتباعدتْ ما بيننا الأسماءُ
كُنَّا لسانَ الأرضِ قبلَ حصادِها
والآن تبكي حالَنا البكْماءُ
خُنَّا عهودَ سمارِها فتيقَّنَتْ
أنَّ الخِيانةَ للعهود رِداءُ
أحلام أمَّتنا تُباعُ وتُشتَرى
ومسيرُها نحو الأمامِ وراءُ
ومثقَّفوها يشحذونَ حرابَهُمْ
شُغِلُوا بأنفسهمْ فهمْ أعداءُ
هذا إله الشِّعر .. ذاكَ مدادُهُ
وإذا تجارَوا كلُّهمْ أمراءُ
ألقابُنا كثُرَتْ فليسَ تُحيطها
لغةٌ وليس يُحيطها استقصاءُ
نقتاتُ من حقل التَّواضع تُقيَةً
وجميعُنا فيما نرومُ سَماءُ
لسنا سماءً مِنْ قَبِيلِ تَرَفُّعٍ
لسنا .. عُلُوًّا إنَّه استِعلاءُ
نُقَّادَ عينِ النَّقد صِرنا كلُّنا
فلنا _ كَنَبْغَةَ _ قُبَّةٌ دَهماءُ
ونُقسِّمُ الشُّعراءَ في طبقاتهمْ
ونُقسِّمُ الطَّبقاتِ كيفَ نَشاءُ
هذا مُجيدٌ .. ثم هذا مارقٌ
أمَّا الإناثُ فكلُّهنَّ إماءُ
لا ينبغي شِعرٌ لهنَّ وإنَّها
كانتْ تُهرطِقُ حرفَها الخنساءُ
مُتدرِّعونَ بما يُسمَّى منهجاً
وسلاحُنا في حُكمِنا الإقصاءُ
بين الحداثة والأصالة نلتقي
فيضجُّ مِمَّا ندَّعيه لِقاءُ
مُتَصعلِكُونَ فلا نُقِرُّ بِمُحدَثٍ
ومُجدِّدُونَ عدوُّنا ( القُدَماءُ )
مُتَحزِّبُونَ فكلُّنا في حزبه
نيرونُ .. يا روما عصاكِ الماءُ
مُتَجبِّرُونَ فليس نقبلُ غيرَ مَنْ
تَعرُوهُ فينا طاعةٌ عمياءُ
يا مَنْ كتبتَ لكي تُسمَّى شاعراً
كلُّ الَّذي سيكونُ منكَ هَباءُ
حتَّى تكون عليك أن ترضى بما
نرضى وإنْ لمْ تلتزمْ ستُسَاءُ
في الشِّعر يا هذا هناك عباءةٌ
لا يرتديها _ مثلَكَ _ البُسَطاءُ
نحن الَّذين نخيطُها وبخيطِها
صرنا الأُلى والتَّابعونَ غُثَاءُ
يكفي فقدْ ملَّ الخِصامُ خِصامَنا
وكأنَّنا مِنْ داحِسَ الغَبْرَاءُ
إنْ لمْ تعودوا لِلشُّعور فإنَّهُ
لا شِعرَ يُرجَى أيُّها الشُّعَرَاءُ
#رسائل_للريح
#أيمن_الجبلي
تعليقات: 0
إرسال تعليق