المحسنات البديعية (اللفظية والمعنوية)
8) السجع:
هو توافق الفاصلتينِ في فِقْرتين أو أكثر في الحرف الأخير. أو هو توافق أواخر فواصل الجمل [الكلمة الأخيرة في الفقرة]
ويكون في النثر فقط
مثل : (الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع)
(المعالي عروس مهرها بذل النفوس).
قال رسول الله -
- : [ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتي (أي إثمي) ، وَأجِبْ دَعْوَتي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ... ] .
من السجع ما يسمى " الترصيع " ، وهو أن تتضمن القرينة الواحدة سجعتين أو سجعات
كقول الحريري : " فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه "
وكقول الهمذاني : " إن بعد الكدر صفواً ، وبعد المطر صحواً "
9) القلب: وهو أن يأتي الكلام على نحوٍ تستطيع أن تقرأه معكوسًا دون أن يتغير المعنى.
ويأتي في النثر والشعر.
قال تعالى:{كلٌّ في فلكٍ} وقال سبحانه:{ربّك فكبّر}
هاهنا الحرف المشدّد بحكم الحرف المخفّف.
وفي الشعر قول القاضي الأرجاني:
مودّته تدوم لكلِّ هولٍ وهل كلٌّ مودّته تدوم
10)تأكيد المدح بما يشبه الذم :
وهو أن يعمد المتكلم إلى تأكيد المدح باعتماد أسلوب يوهم بأنه أراد الذم.
النابغة الذبياني:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم
بهنّ فلولٌ من قراع الكتائب
فلول : جمع فل وهو الثلم الذي يصيب حدّ السّيف.
قراع الكتائب: تضارب الجيوش عند الالتحام.
يقول النابغة الجعدي:
فتى كمُلَت أخلاقه غير أنه
جوادٌ فما يبقي من المال باقيا.
قال الشاعر:
وجوه كأزهار الرياض نضارةً
ولكنها يوم الهياجِ صخورُ .
11)تأكيد الذم بما يشبه المدح:
وهو أن يعمد المتكلم إلى تأكيد الذم باعتماد أسلوب يوهم بأنه أراد المدح.
قال الشاعر :
خلا من الفضل غير أني
أراه في الحمق لا يُجارى
وقول آخر:
هو الكلب إلّا أنَّ فيه ملالةً
وسوءَ مراعاةٍ وما ذاك في الكلبِ
وقول الشاعر:
لئيم الطّباع سوى أنّه
جبانٌ يهون عليه الهوانُ.
12) العكس: وهو أن يكون الكلام المشتمل على جزئين أو أكثر، في فقرتين، فيقدم ما أخّره في الفقرة الأولى، ويؤخّر ما قدّمه، كقوله تعالى: (لا هنّ حلّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ)
وكقول الشاعر:
في هواكم يا سادتي متُّ وجداً مـتُّ وَجداً يا سادتي في هـواكم
(البحر الخفيف: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن)
وفي معاتبة بين والد أحد التلاميذ ومعلمه:
أنْجَحْتَهُ بغير حقٍّ فَسَقَطَ، ولو أسقطته بحَقٍّ لَنَجَحَ.
وفي قوله تعالى :({ يُخرجُ الحي مِنَ الميتِ ويُخرجُ الميت من الحي})، وقد وقع العكس بين الحي من الميت ، إذ قدّم الحي على الميت ، ثم عكس فقدم الميت على الحي ، فوقع العكس بين متعلقي فعلي: [ يخرج] الأولى و [ يخرج] الثانية.
ونحو: (عادات السَّادات سادات العادات)
وقول الشاعر:
فَاحْمَرَّ بَعْدَ بَيَاضٍ خَدُّ ذِي خَجَلٍ وَابْيَضَّ بَعْدَ احْمِرَارٍ كَأْسُ سَاقِينَا
قال المتنبي:
فلا مجدَ في الدّنيا لمَنْ قلَّ مالُهُ
ولا مالَ في الدّنيا لِمَنْ قلَّ مجدُهُ
وقال أبو تمام:
فردّ شعورَهنَّ السّودَ بيضًا
وردّ وجوههنَّ البيضَ سودا
13)الإرصاد:
أن يجعل قبل الفاصلة في النثر أو قبل القافية في الشّعر مايدلُّ عليها إذا عُرِفَ الرّويّ.
قال تعالى: ({ ذلك جزيناهم بما صبروا وهل نجازي إلّا الكفور})
وقال تعالى:({ وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون})
إذا وقفنا عند (ولكن كانوا أنفسهم) فلا نجد صعوبة في معرفة الفاصلة( يظلمون)
وقال زهير بن أبي سلمى:
سئمْتُ تكاليف الحياة ومن يعشْ
ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ
وكذا هنا عندما نتلفظ( ومن يعش) لا نجد صعوبة في معرفة كلمة القافية(يسأم ) لطالما نعرف الرّويّ.
وقول البحتري:
أبكيكما دمعًا ولو أنّي على
قدر الجوى أبكي بكيتكما دمَا
وقال تعالى: ({ ولكلّ أمةٍ أجلٌ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون})
وقال الشّاعر:
أحلّتْ دمي من غير جُرْمٍ وحرّمَتْ
بلا سببٍ يوم اللقاء كلامي
فليس الّذي حلّلْتهِ بمحلّلٍ
وليس الّذي حرّمته بحرامِ
رابط الدرس الأول هنا
#عبدالقادر_المحمي
تعليقات: 0
إرسال تعليق