مُضَرَّجٌ بالصمت
-----{ مُضَرَّجٌ بالصمت }------لا شيءَ في شَفَتَيهِ
ماتَ كلامُهُ
مُذْ أعلنتْ إضرابَها أحلامُهُ
لا شيءَ غيرَ التيهِ زَوَّرَ سمتَهُ
لمَّا تخلَّى عن هُداهُ
إمامُهُ
تِسعٌ عِجافٌ
في يديهِ جفافُها
و هوَ الذي تُؤوي النَّدى أكمامُهُ
منذُ استباحتها الرياحُ
و هجِّرتْ
لم تُمطِر السَّطرَ الظَّميَّ غمامُهُ
خَسِرَ الرِّهانَ على صُمودِ حروفِهِ
فَتَرَجَّلَتْ عَنْ خَيلِها
..
..
أقلامُهُ
الشاعِرُ المنسيُّ خلفَ دموعِهِ
غذَّى لهيبَ عذابِهِ
استفهامُهُ
مَن ..؟
كيفَ ..؟
ما ...؟
و لِمَ ..؟
الجوابُ مقيَّدُ التعليلِ
ضاعتْ في التَّغرُّبِ لامُهُ
كمْ أرسلَ العذرَ البريءَ حمائِماً
فارتدَّ مكسورَ الجناحِ
حَمامُهُ
كمْ شدَّ بالأصحابِ أزرَ يقينِه
فَتَمَنَّعوا ،
و تَمَعَّنَتْ أوهامُهُ
واليومَ ....
لا جِهةٌ تَلُمُّ شَتاتَهُ
سِيَّانِ غَدراً خَلْفُهُ و أمامُهُ
مُتَجَذِّرٌ حَتّى النُّجومِ بِطينِهِ
و مُطَهَّرٌ حَدَّ الترابِ غرامُهُ
لٰكنَّهُ السوريُّ ......
هذا ذَنْبُهُ
نُصِبَتْ على شَوكِ الغيابِ خيامُهُ
لا زارِعُ الريحانِ مَرَّ بها
ولا رقَّتْ لِغُربَةِ روحِهِ أقوامُهُ
حَيٌّ ...
بِرَسْمِ الموتِ مُنذُ بُزوغِهِ
تَمشي على نَصْلِ النَّوى أقدامُهُ
مُتَوازيانِ
طريقُهُ و طُموحُهُ
مُتَقاطِعانِ
شَتاتُهُ و فِطامُهُ
مُذْ صارَ حِلّاً للبحارِ سَفينُهُ
نُهِبَتْ أمامَ عيونِهِ أيَّامُهُ
لا تسألوهُ الشِّعْرَ
خَلُّوا حرفَهُ
بانَتْ من الوَرَقِ الهزيلِ عِظامُهُ
خَلُّوهُ بالصَّمْتِ العتيقِ مُضَرَّجاً
ما دامَ في كَفِّ الوعودِ سلامُهُ
ما يَنفَعُ البدرَ التمامُ
إذا هَوى خَلْفَ اختناقاتِ الضبابِ
تَمَامُهُ....؟
سَيعودُ ....
يَعْتَنِقُ الحياةَ قصيدُهُ معنىً
إذا عادَتْ إليهِ
.............................شآمُهُ
أبو جاسم
تعليقات: 0
إرسال تعليق