الرقة
بعدت وحن لأنسها السمار
والأمس ترويه لنا الأسوار
والشعر حار بوصفها فكأنها
بين المدائن زينة ووقار
والشمس ترمقها بعيني عاشق
والليل غنته لها الأوتار
كم مرها من فاتح أو زاهد
هم صحبة المختار والأبرار
فبها الصحابة راقدون وتابع
ولها سهيل فاتح مغوار
بالأمس كانت خيلهم تعدو هنا
واليوم يا أسفي هم الآثار
قصر البنات وباب بغداد الذي
حيا الرشيد فشعت الأنوار
هذي الرصافة تشتكي ألم النوى
في ليلها المجنون كيف تحار
وبها أديب زانه خلق الألى
في العلم إنهم هنا الأخيار
ومن البدائع نظم هاتيك التي
أخذ العقول بيانها المدرار
ومن الغواني نسوة للّه كم
سلب العيون جمالها السحار
والساعة الصماء تحكي سرها
في كل يوم عندها الأخبار
وملاعب في حينا قد مرها
يوماً كبار بيننا وصغار
ومدارس كنا بها نرجو العلا
ومعاهد حنت لها الأنظار
تالله لا أنفك أذكر أهلها
أهلي وإن جاروا علي كبار
فهم الكرام وجود حاتم جودهم
وهم الأباة حماهم الستار
يادرة طرف الفرات تربعت
ياجنة يهنا بها الزوار
يارقتي إني على جمر الغضى
كم في لقاك تهزني الأشعار
ياصاحبي حث الخطى لترابها
إن القلوب بحبها إعصار
كلمات الشاعر :إبراهيم الرفيع :الكويت / 27 /2/ 2013
تعليقات: 0
إرسال تعليق