الشعر العربي والنشر بين القديم والحديث والمعاصر
في العصر الجاهلي
قديماً في العصر الجاهلي كان الشعراء يجتمعون في أسواق شعرية (عكاظ، مجنٌة،...) لعرض أشعارهم والتباهي بها والمنافسة فيما بينهم فمهنم من يمدح أسياده فيُؤجر، ومنهم من يذم ويهجو وهكذا، فكان الناس يحفظون هذه الأشعار فيتناقلونها وقد يستغرق انتشار القصيدة أياماً وربما شهوراً أو سنة، ولربما لو قال شخص قصيدة في العراق ونسبها شخص آخر لنفسه في اليمن لن يعلم صاحبها الحقيقي، فكان الإنتحال سائداً في هذه الفترة كثيراً، وضعف التنسيب فبعض القصائد التي لم يعرف قائلها تُنسَب ربما لأشهر شاعر معروف، وبعض القصائد يُعرَف شاعرها من الأسلوب التي كُتِبت به فكل شاعر كان له أسلوب شعري محدد ومعروف لدى عامة الناس.
تابع الشعر تطوره في القرون الوسطى حتى صار بإمكان كل شاعر إصدار ديوان خاص به، كتاب يضم مجموعة قصائد، وأصبحت الكتب الشعرية مرجعاً للغة بعد القرآن وخصوصاً الشعر الجاهلي لمتانته وجزالته وبلاغته القوية.
فكان الشاعر لا يصيبه قلق عدم انتشار شعره الذي أراد به إصلاحاً أو نشر قضية ما، لأن الناس كانوا يندفعون للشعر والشعراء ويجالسونهم ويأخذون منهم كل جديد.
مع انتشار الشبكة العنكبوتية وفقدان الشعر الكثير الكثير مما قد بناه عبر مئات بل آلاف السنين، وفوق كل هذا تسلط دور النشر وتحكمها بنوع النشر وكيفية النشر وأحيانا مضمون المنشور وربما عدد الصفحات وبدأت بطلب مبالغ ضخمة لنشر وتوزيع الكتاب، وقلما ما نجد دارا للنشر تسهل أمور الطباعة والنشر، بعد كل هذا أصبح الشعراء في مواجهة قوية بينهم وبين الشبكة العنكبوتية وبين طمع دور النشر، وخصوصاً أن الشعر ما عاد يطعم خبزاً ولا كرامة، كل هذا أجبر الشعراء والكتاب على الولوج في العالم المصغّر( الشبكة العنكبوتية) والإشتراك بمجموعات التي هي أشبه بالأسواق الشعرية وربما كانت أنسب وأفضل منها، فهي لا تحتاج مجهوداً مثل أسواق الشعر ولا تكلفة مثل دور النشر فصارت الشبكة العنكبوتية سلاح ذو حدين سوقاً شعرياً وداراً للنشر، ما إن ينشر الشاعر قصيدته في سوريا سيراها من هو في اليمن خلال دقائق ورغم كل هذا فالشعر المقروء يفتقر لحس الإلقاء الذي كان يتمتع به في الأسواق الشعرية، فصار البعض يلجأ لتسجيل فيديو ونشره على يوتيوب فأصبح حس الإلقاء موجوداً وهكذا استفاد الشعراء من مواقع التواصل الإجتماعي وعلى الرغم من كثرة المهرجانات الشعرية إلا أن ليس بمقدور كل الشعراء المشاركة بها لأسباب كثيرة مما يدفع الشعراء اللجوء إلى منابرهم الخاصة وهي صفحاتهم وقنواتهم على الشبكة العنكبوتية.
عصر الإسلام
ظل الشعر العربي يتطور وتتطورت أساليب نقله كما في العصر الأموي والعباسي والأندلسي الذين جمعوا الشعر النفيس والعِلق منه في كتب خاصة لحفظها من الضياع والتحريف حتى وصلتنا.تابع الشعر تطوره في القرون الوسطى حتى صار بإمكان كل شاعر إصدار ديوان خاص به، كتاب يضم مجموعة قصائد، وأصبحت الكتب الشعرية مرجعاً للغة بعد القرآن وخصوصاً الشعر الجاهلي لمتانته وجزالته وبلاغته القوية.
العصر الحديث
وفي القرن العشرين أيضاً ظل الشعر يتطور وكثرت دور الطباعة التي تنشر الكتابات والأشعار وتأخذ أجرها من مرابح هذا الديوان، وكانت الصحف والمجلات أيضاً تتناقل الأشعار وكانت تضمّ أقساماً خاصةٍ بالشعر الكتابةفكان الشاعر لا يصيبه قلق عدم انتشار شعره الذي أراد به إصلاحاً أو نشر قضية ما، لأن الناس كانوا يندفعون للشعر والشعراء ويجالسونهم ويأخذون منهم كل جديد.
الشعر المعاصر
ومع بدايتة القرن الواحد والعشرين وانتشار الشبكة العنكبوتية (الانترنت) بشكل واسع وملحوظ بدأ الشعر يفقد اهتمام الناس قليلاً ومع تطور هذه الشبكة العنكبوتية وولوجها لكل بيت، وخصوصاً مع انتشار فيسبوك الذي غزا عقول و بيوت الناس ولاقى إقبالاً شديداً من الناس لما يحويه من معلومات هائلة وثقافات متعددة هنا ضاع دور الكتاب الورقي وأصبح الأدباء والشعراء والكتاب أمام تحدٍّ كبير وأصبح البقاء للأغنى .مع انتشار الشبكة العنكبوتية وفقدان الشعر الكثير الكثير مما قد بناه عبر مئات بل آلاف السنين، وفوق كل هذا تسلط دور النشر وتحكمها بنوع النشر وكيفية النشر وأحيانا مضمون المنشور وربما عدد الصفحات وبدأت بطلب مبالغ ضخمة لنشر وتوزيع الكتاب، وقلما ما نجد دارا للنشر تسهل أمور الطباعة والنشر، بعد كل هذا أصبح الشعراء في مواجهة قوية بينهم وبين الشبكة العنكبوتية وبين طمع دور النشر، وخصوصاً أن الشعر ما عاد يطعم خبزاً ولا كرامة، كل هذا أجبر الشعراء والكتاب على الولوج في العالم المصغّر( الشبكة العنكبوتية) والإشتراك بمجموعات التي هي أشبه بالأسواق الشعرية وربما كانت أنسب وأفضل منها، فهي لا تحتاج مجهوداً مثل أسواق الشعر ولا تكلفة مثل دور النشر فصارت الشبكة العنكبوتية سلاح ذو حدين سوقاً شعرياً وداراً للنشر، ما إن ينشر الشاعر قصيدته في سوريا سيراها من هو في اليمن خلال دقائق ورغم كل هذا فالشعر المقروء يفتقر لحس الإلقاء الذي كان يتمتع به في الأسواق الشعرية، فصار البعض يلجأ لتسجيل فيديو ونشره على يوتيوب فأصبح حس الإلقاء موجوداً وهكذا استفاد الشعراء من مواقع التواصل الإجتماعي وعلى الرغم من كثرة المهرجانات الشعرية إلا أن ليس بمقدور كل الشعراء المشاركة بها لأسباب كثيرة مما يدفع الشعراء اللجوء إلى منابرهم الخاصة وهي صفحاتهم وقنواتهم على الشبكة العنكبوتية.
#عبيده_محمد_العبد
تعليقات: 0
إرسال تعليق