سفيرٌ من قلب أم.
أحبو
وتسبقني الدروبُ تسيرُ
ومضى من العمرِ القصيرِ كثيرُ
ما كنتُ مَن فوق الدروبِ يسيرُ
لكني الذي فوقي الدروبُ تسيرُ
وعَلامَ أُسرعُ والطريقُ معبدٌ بالموتِ والرصفانُ فيهِ قبورُ ؟!
أين المسيرُ
وكلُّ أحلامي التي شَيدتُها ... خلفي
فأين أسيرُ ؟!
نحو الحبيبةِ؟!
أيُّهنَّ؟!
فإنني - في ظَنهنَّ - بكلِّهنَّ أسيرُ
نحو السرابِ؟!
إذن سأحبو
فالسرابُ إذا بلغتُ رحابَهُ سيغورُ
نحو المدينةِ حيثُ أُمي؟!
لا تُذكِّرني
فقد يغتالني التذكيرُ
أمي !
تعالَ بذكرِها ننسَ الهمومَ
فذكرُ أمي - يا سميرُ - سميرُ
للشمس ِكرسيٌّ هناك ببيتِنا
فرفاقُ أمي الشمسُ والتنورُ
وحصيرُها في الحَيِّ كان حَرَملكًا
وتغارُ من ذاكَ الحصيرِ قصورُ
وبكفِّها مسكٌ
و سَلْ حبلَ الغسيلِ
فلم يزلْ يبكي
وفيه عبيرُ
وبَخورُها من دَخنةِ التنورِ
يا باريسُ ..
هل مِن مثلِ ذاك عطورُ ؟!
ووَضوءُ أمي حفنتانِ من الفراتِ
لذاكَ يسكنُ وجهَ أمي النورُ
وإذا حكت
فكأنما نطقَ الفراتُ
فصوتُها عذبٌ ... وفيه خَريرُ
وبعينِها حَوَرٌ وألفُ قصيدةٍ
ما الـ (مونَلِيزا) حين تُذكرُ حُورُ ؟!
أحتاجُ بحرًا يا خليلُ لأجلها
لم تُوفِ أمي يا خليلُ بحورُ
فأراه ينقصُ كاملٌ في وصفِها
وبوصفِها إن الطويلَ قصيرُ
أمي التي للجارِ نِصفُ رغيفِها
والضيفُ يأكلُ نِصفَهُ وطيورُ
سلطانةً كانت لأعظمِ دولةٍ
فيها تساوى حاجبٌ ووزيرُ
في قلبِ أمي دولةُ الحُبِّ التي
منها أنا للعالمينَ ســـــــــــفيرُ
شَيَّعتُها
والشمسُ خلفَ غمامةٍ تبكي
وشيَّعها معي العُصفورُ
والبابُ أمسكَ نعشَها: لا ترحلوا
رُدُّوا (الحنونةً)
ثم ناحَ الدُّورُ
وعلامَ يا حفَّارُ تحفرُ قبرَها ؟!
أمي لها كل الصدورِ قبورُ
وحثوتُ ..
لم أحثُ الترابَ وإنما
روحي حثوتُ
وفي الضلوعِ زئيرُ
ورجعتُ
والدربُ الذي سِرنا به
نبتَت عليه قصيدةٌ وسطورُ
حتَّامَ أبقى يا دروبِ مهاجرًا
ومتى لأمي يا دروبُ أحورُ ؟!
#حسين_العبدالله
لمشاهدة القصيدة على يوتيوب هنا
تعليقات: 0
إرسال تعليق