الحب يبدأ من دمشق- حدث في دمشق عام2014 الحب يبدأ من دمشق
الذهاب إلى دمشق
قبل ست سنوات أي في عام 2014 في الشهر السادس بالتحديد، ذهبت إلى دمشق مع بعض أصدقائي لكي نقدم امتحان الثانوية العامة، لان مدينتنا كانت تخضع لسيطرة ( داعش) قدمنا الامتحان وعدنا إلى الرقة وبعد شهر عدنا إلى دمشق من أجل الدورة الثانية في الشهر الثامن ربما، كان يحق لكل طالب أن يقدم ثلاث مواد فقط، لقد اخترت ( القومية، الرياضيات، الكيمياء)، بعد عدة أيام من مكوثنا في دمشق حان موعد القومية، قدمتها وعدت إلى السكن الجامعي في المزة حيث كنا ندخل خلسة، وفي يوم موعد الرياضيات كان يوماً جميلاً من أيام دمشق الجميلة آنذاك، ذهبت مع أصدقائي إلى مركز التقديم( كان اسم المدرسة محيي الدين داود ربما بالقرب من العدوي) الساعة الثامة إلا ربع، جهزنا انفسنا للدخول إلى مركز التقديم سمعت حينها ضحكات جميلة، ودون أن انظر كان واضحاً أنها ضحكات صبايا.
اللقاء.
دخلنا إلى القاعات كنت قد دخلت أول شخص، جلست في المكان المحدد الذي كان مكتوباً اسمي عليه، في المقعد الأخير، كانت القاعة مختلطة شباب وبنات، جلس صديقي أمامي وأمامه جلست فتاة تبادلا بعض الكلمات عن الامتحان، وكان بين كل طالب وطالب مقعد فارغ، وُزِّعت الأسئلة التي اظطر صديقي للإنسحاب من الامحتان لأنها صعبة، أما فأكملت رغم صعوبة الأسئلة.
قبل نهاية الوقت المقرر للمادة بنصف ساعة، بقي في القاعة قرابة العشر طلاب، من بينهم أنا وتلك الفتاة التي تجلس أمامي بيننا مقعدين، قالت لنا المراقبة ساعدوا بعضكم(أي غشوا) لسوء الحظ كل الطلاب كانوا ينظرون لبعضهم ولا أحد منا يعلم شيء حينها التفت إليّ تلك الفتاة وسألتني عن سؤال وكنت قد أجبت عنه بشكل صحيح فأخبرتها عن الحل، وهكذا إلى أن انتهى الوقت وسلمنا الأوراق وخرجنا سويا، مشينا بالقرب من بعضنا وكانت تكلمني عن الأسئلة وعن مدى صعوبتها أما أنا فكنت مشغولاً بصوتها الساحر (شردت فيه)، توقفنا على باب المدرسة سألتها هل ستأتين يوم الخميس إلى مادة الكيمياء قالت نعم وأنت ؟ قلت نعم قالت جيد.
فذهب كلّ منا إلى وجهته، كنت أنتظر يوم الخميس بفارغ الصبر، لا أدري لماذا ربما حنين، أو ربما لهفة، أو ربما شيء آخر، جاء يوم الخميس وكعادتي كنت في يوم المادة أستيقظ مع الأذان أصلي وأنتظر، طلعت الشمس وذهبنا إلى الإمتحان، وصلنا في السابعة والربع، نظرت إلى المكان لم تكن موجودة، فوقفت في زاوية منفردة مع صديقي قرب سيارة سوداء(كيا) كان المكان ساحراً، الشمس الساطعة التي هيجت رائحة الياسمين، في السابعة والنصف جاءت تلك الفتاة مع صديقاتها رأتني فابتعدت عنهن، فقلت لصديقي أن يبتعد، اقتربت مني وقالت (صباح الخير) كان أجمل صباح أعيشه في دمشق
قلت لها: صباح النور.
قالت:كيف حالك.
- الحمد لله، وأنت.
- الحمدلله.
- كيف همتكَ اليوم للكيمياء.
- لم أدرس، وأنتِ.
- درست قليلاً،
إلى هذه اللحظة، لم نعرف أسماءنا أبداً
قلت لها فجأةً، هل اسمك إيمان،
قالت: بدهشة، نعم، وما أدراك.
- مكتوب اسمك على الدفتر نظرت إليه وكأنها أول مرةٍ ترى اسمها.
ثم قالت: اسمك عبيدة، بابتسامة غمرت دمشق كلها.
سألتها بدهشةٍ لا توصف وما أدراك؟
قالت: سمعت صديقة يناديك في مادة الرياضيات( كان يوم الخميس)، كمراهق لم يعتد الخوض في الحب ولم يرَ من الحب إلا حنان الأم، تفاجئت ولكن لم أظهر ذلك.
تبادلنا الحديث، حينها عرفت أنها من مدينتي الرقة ولكن أصلها من دمشق ولكن والدها انتقل إلى الرقة بحكم عمله حين كانت صغيرة.
كانت تضع حجاباً أسوداً، عيناها بنيتان، صوتها ساحراً، ووجهها يعطي ضوءاً ذهبي اللون.
أصبحت الساعة الثامنة دخلنا وقدمنا الإمتحان، خرجنا من المدرسة، قلت لها الديك هاتف قالت نعم فأعطيتها رقم هاتفي، وأعطتني رقم هاتفها، وكانت هذه آخر مرة أراها، عدت إلى السكن الجامعي، وفي الليل، تبادلنا الرسائل، على الهاتف لأن الاتصال كان ضعيفاً، كان كلاماً لطيفاً جميلاً، كتبت لها بعض الكلام الذي ربما يسمى شعراً قرأته وأبدت إعجابها به وقالت من القائل قلت نزار قباني، مع أنني من كتبته.
لم تعد إلى الرقة عدت أنا أجر خيبةً حملتني إياها دمشق، حاولت التواصل معها ولكن دون جدوى لم تكن تتوفر شبكة مثل التي في دمشق فقد كان العالم كله يرانا غرباء، معزولون عن العالم،
أذكر أنني كتبت بها نصاً نثرياً جميلاً، وبعدها عدة أبيات من الشعر
وسط الشآم رأيتها في صدفةٍ
شمسٌ تضاءُ بنورها الأكوانُ
من نظرةٍ أيقنت أنّي مغرمٌ
وعرفتُ أنّي عاشقٌ ولهانُ
معروفةٌ من ياسمين رموشها
وحجابها يفتي به القرآنِ
من وجهها الذهبيّ نوّرَ عتمتي
وعيونها، والصوتُ والأجفانُ
وسألتُ ما اسمك يا صبية إنّني
مستعجلٌ متلهفٌ ضمآنُ
فتبسمتْ وتبسمتْ قالتْ أنا
لي في صدورِ المؤمنين مكانُ
لا لستُ أظهر بالجوارح إنّما
أنا في القلوبِ سعادةٌ وأمانُ
ونظرتُ نحو كتابها فرأيتهُ
أهلاً وسهلاً مرحباً إيمانُ
#عبيده_محمد_العبد. #حدث_في_دمشق
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف