غربة القلب للشاعر عبد القادر المحمي
غربة القلب
ربّاه إنّي في الهوى أوصالُ
ويلمّني بعدَ البعادِ وصالُ
عيناكِ آيةُ عاشقٍ في صمتِهِ
وأنا منادٍ: هدّني التّرحالُ
والشّهدُ في شفتيكِ قد يغتالني
والهجرُ إنْ طال المدى يغتالُ
أبكيكِ إنْ طالتْ ليالي هجرنا
إنّ البكاءَ من الفراقِ حلالُ
إنْ جئْتِ يومًا في المنام فعانقي
وجعي لإنّ مدامعي أرتالُ
قلبي يئنُّ ونزفُهُ متواصلٌ
بين الرّكام تهزّه الأطلالُ
في غربة القلبِ الجريحِ عشقْتُها
بعضُ القلوبِ بعشْقِها إذلالُ
أنّاتُ روحي رافقتْني رحلتي
لم ترتعدْ لأنينها الأجيالُ
يا قومُ سحرٌ في جدائلها غفى
في حسنها من خافقي إقبالُ
في ثغرها غنّى الكمالُ حروفَهُ
في جيدها تنهيدةٌ وجمالُ
تاهت خطانا في دروبِ غرامها
وتبدّلت في نأيها الأحوالُ
وتراقصتْ أرواحُنا وشغافُها
وقدِ ارتمت من ذلّها الأهوالُ
وأذابني شوقٌ لها يجتاحني
وحنينُ قلبي عابهُ الإهمالُ
هذا الغرام وإن يكن متماسكًا
بنزاعِه تتعدّد الأقوالُ
إنّي سجينُ هوىً كسيرٌ إنّما
بوجودها تتكسّر الأغلالُ
ما كنْتُ يومًا في الرّدى مترددًا
إذ إنّ أقوالي بها أفعالُ
ما كلّ من زان الحروفَ بشاعرٍ
إنَّ الحروفَ بنطقها تختالُ
يا خافقًا سكنَ العذابُ بنبضه
ليت الصّعابَ بحلّها تحتالُ
طعناتُ قلبي في الهوى لم تلتئمْ
إنَّ الشّفاءَ من الجراحِ محالُ
#عبد القادر_المحمي
تعليقات: 0
إرسال تعليق